إنّنا نعلم أنّ هذه الدنيا هي دنيا العللو الأسباب، و أنّ اللّه قد دبّر أمر الخلقبحيث إنّ خلق كلّ كائن يتمّ ضمن سلسلة منالعوامل. فلكي يولد إنسان قرّر اللّه أنيكون ذلك عن طريق الاتّصال الجنسي، و نفوذالحيمن في البويضة. لذلك حقّ لمريم أنتصيبها الدهشة و أن تتقدّم بسؤالها: كيفيمكن أن تحمل و تلد و يكون لها ولد بغير أنيكون لها أيّ اتّصال جنسي مع أيّ بشر؟قالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌوَ لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ.فجاءتها الملائكة بأمر ربّها تخبرها بأنّاللّه يخلق ما يشاء و كيفما يشاء، فنظامالطبيعة هذا من خلق اللّه و هو يأتمربأمره، و اللّه قادر على تغيير هذا النظاموقتما يشاء، فيخلق وفق أسباب و عوامل أخرىغير عادية ما يشاء: كَذلِكِ اللَّهُيَخْلُقُ ما يَشاءُ.