هنا ثلاث نقاط لا بدّ أن ننتبه لها:
1- هل هذه الآية مقصورة على بشارة الأنبياءالسابقين و ميثاقهم بالنسبة لنبيّالإسلام صلّى الله عليه وآله وسلّم، أمأنّها تشمل كلّ نبيّ يبعث بعد نبيّ قبله؟يظهر من الآية أنّها تعبّر عن مسألةعامّة، و إن كان خاتم الأنبياء مصداقهاالبارز. كما أنّ هذا المعنى الواسع يتّسقمع روح مفاهيم القرآن. لذلك إذا ما رأينافي بعض الأخبار أنّ المقصود هو نبيّالإسلام الكريم، فما ذلك إلّا من قبيلتفسير الآية و تطبيقها على أجلى مصاديقها،و ليس لأنّ المعنى جاء على سبيل الحصر.ينقل الفخر الرازي في تفسيره عن الإمامعلي عليه السّلام قال: «إنّ اللّه تعالى مابعث آدم عليه السّلام و من بعده منالأنبياء عليهم الصلاة و السلام إلّا أخذعليهم العهد لئن بعث محمّد عليه الصلاة والسلام و هو حي، ليؤمننّ به و لينصرنّه»«1».2- بعد أخذ مضمون الآية بنظر الإعتبار،يبرز هذا السؤال: أ يمكن أن يظهر نبيّ منأولى العزم في زمان نبيّ آخر من أولي العزمحتّى يتبعه؟يمكن القول في جواب هذا السؤال: إنّالميثاق لم يؤخذ من الأنبياء وحدهم، بل ومن أتباعهم أيضا، كما قلنا في تفسيرالآية، و الواقع أنّ القصد من أخذ الميثاقمن الأنبياء و أخذه من أممهم و الأجيالالتي تولد بعدهم و تدرك عصر النبيّ التالي.كما أنّ الأنبياء أنفسهم يؤمنون أيضا إذاأدركوا- فرضا- عهد الأنبياء التالين. أيأنّ أنبياء اللّه لا ينفصلون إطلاقا فيأهدافهم و في دعوتهم و لا صراع أو خلافبينهم.1- التفسير الكبير: ج 8 ص 123.