التّفسير
كان الكلام في الآيات السابقة عن أن الدينالوحيد المقبول عند اللّه هو الإسلام، وفي هذه الآيات يدور الحديث حول من قبلواالإسلام ثمّ رفضوه و تركوه، و يسمى مثل هذاالشخص «مرتد» تقول الآية
كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماًكَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ وَ شَهِدُواأَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَ جاءَهُمُالْبَيِّناتُ.فالآية تقول: إنّ اللّه لا يعين أمثالهؤلاء الأشخاص على الاهتداء، لماذا؟لأن هؤلاء قد عرفوا النبيّ بدلائل واضحة وقبلوا رسالته، فبعدولهم عن الإسلامأصبحوا من الظالمين و الشخص الذي يظلم عنعلم و اطلاع مسبق غير لائق للهدايةالإلهيّة: وَ اللَّهُ لا يَهْدِيالْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.المراد من «البينات» في هذه الآية القرآنالكريم و سائر معاجز النبي الأكرم صلّىالله عليه وآله وسلّم، و المراد من«الظالم» هو من يظلم نفسه بالمرتبةالأولى. و يرتد عن الإسلام و في المرتبةالثانية يكون سببا في إضلال الآخرين. ثمّتضيف الآية:أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْلَعْنَةَ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ.عقاب أمثال هؤلاء الأشخاص الذين يعدلونعن الحقّ بعد معرفتهم له، كما هو مبيّن فيالآية، أن تلعنهم الملائكة و أن يلعنهمالناس.1- مجمع البيان: ج 1 و 2 ص 471.