امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 2

This is a Digital Library

With over 100,000 free electronic resource in Persian, Arabic and English

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 2

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

«اللعن» في الأصل الطرد و الإبعاد علىسبيل السخط، من هنا فلعن اللّه هو إبعادالشخص عن رحمته، أمّا لعن الملائكة والناس فقد يكون السخط و الطرد المعنوي، وقد يكون الطلب من اللّه تعالى بابعادهم عنرحمته. هؤلاء الأشخاص يكونون في الواقعغارقين في الفساد و الإثم إلى درجة أنّهميصبحون مورد استنكار كلّ عاقل هادف فيالعالم، من البشر كان أم من الملائكة.

خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُالْعَذابُ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ.

تضيف الآية هنا أنّهم فضلا عن كونهم موضعلعن عام، فإنّهم سيبقون في هذا اللعن إلىالأبد، فهم في الواقع كالشيطان الخالد فياللعن الأبدي.

و لا شكّ أنّ نتيجة ذلك هو أن يكونوا فيعذاب شديد و دائم بغير تخفيف و لا إمهال.

و في آخر آية تفتح طريق العودة أمام هؤلاءالأفراد، و تدعوهم للتوبة، لأن هدف القرآنهو الإصلاح و التربية، و من أهم الطرق لذلكهو فتح باب العودة للمذنبين و الملوثينكيما تتاح لهم الفرصة لجبران ما فرط منهم،فتقول:

إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِذلِكَ وَ أَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَغَفُورٌ رَحِيمٌ.

إنّ هذه الآية مثل الكثير من آيات القرآن،و بعد الإشارة إلى التوبة- تشير إلىالتكفير عن الذنوب السابقة و بجملة «وأصلحوا» تبيّن أنّ التوبة لا تعني مجرّدالندم على ما مضى و العزم على تجنّب ارتكابالذنوب في المستقبل، بل شرط قبولها هو أنيمحو التائب بأعماله الصالحة في المستقبلجميع أعماله القبيحة الماضية.

لذلك نجد في كثير من الآيات انّ التوبةيرافقها العمل الصالح، مثل: إِلَّا مَنْتابَ (وَ آمَنَ) وَ عَمِلَ صالِحاً «1» وإلّا فإنّ التوبة لن تكون كاملة. فهؤلاء إنفعلوا ذلك نالوا رحمة اللّه و مغفرتهفَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.

1- طه: 82.

/ 780