التّفسير
لا تتخذوا الأعداء بطانة
هذه الآية التي جاءت بعد الآيات السابقةالتي تعرضت لمسألة العلاقات بين المسلمينو الكفّار، تشير إلى قضايا حساسة بالغةالأهمية، و تحذر المؤمنين- ضمن تمثيل لطيف-بان لا يتخذوا من الذين يفارقونهم فيالدين و المسلك أصدقاء يسرون إليهم ويخبرونهم بأسرارهم، و أن لا يطلعواالأجانب على ما تحتفظ به صدورهم و ما خفيمن نواياهم و أفكارهم الخاصّة بهم، قالسبحانه:يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاتَتَّخِذُوا بِطانَةً «1» مِنْ دُونِكُمْ....و هذا يعني أن الكفّار لا يصلحون لمواصلةالمسلمين و مصادقتهم، كما لا يصلحون بأنيكونوا أصحاب سر لهم، و ذلك لأنهم لايتورعون عن الكيد و الإيقاع بهم مااستطاعوا: لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا «2».1- «البطانة» مأخوذة من بطانة الثوب، و هيالوجه الذي يلي البدن لقربه منه، و نقيضها«الظهارة» و البطانة في المقام كناية عنخاصة الرجل الذين يستبطنون أمره و يطلعونعلى أسراره.2- «الخبال» في الأصل بمعنى ذهاب شيء، وهي تطلق في الأغلب على الأضرار التي تؤثرعلى عقل الإنسان و تلحق به الضرر.