5- الدّليل على عصمة الأنبياء
يذكر (العلّامة الطباطبائي) في الميزانبعد أن يقسّم عصمة الأنبياء إلى ثلاثةأقسام:1- العصمة من الخطأ عند نزول الوحي واستلامه، 2- العصمة من الخطأ في تبليغالرسالة، 3- العصمة من الذنب و ما يؤدّي إلىهتك حرمة العبوديّة للّه. يقول: إنّ الآيةمورد البحث دليل على عصمة الأنبياء منالخطأ في تلّقي الوحي و تبليغ الرّسالة،لأنّ الهدف من بعثتهم هو البشارة والإنذار للنّاس و بيان العقيدة الحقّة فيالإعتقاد و العمل، و بذلك يمكنهم هدايةالنّاس عن هذا الطريق، و من الواضح أنّ هذاالهدف لا يتحقّق بدون العصمة في تلقّيالوحي و تبليغ الرّسالة.القسم الثالث من العصمة يمكن استفادته منهذه الآية أيضا، لأنّه لو صدر خطأ في تبليغالرّسالة لكان بنفسه عاملا على الاختلاف،و لو حصل تضاد بين أعمال و أقوال الأنبياءالإلهيّين بارتكابهم الذنب فيكون أيضاعاملا و سببا للاختلاف، و بهذا فإنّ الآيةأعلاه يمكن أن تكون إشارة إلى عصمةالأنبياء في جميع الأقسام الثلاثةالمذكورة «1».1- اقتباس من تفسير الميزان، ج 2، ص 134، فيذيل الآية (213) من سورة البقرة.