هذه الآية- في الحقيقة- خطوة أخرى على طريقمكافحة العادات و الأعراف الخاطئة التيتؤدي إلى حرمان الأطفال و النساء منحقوقهم المسلّمة الطبيعية، و على هذاالأساس تكون هذه الآية مكملة للأبحاث التيمرّت في الآيات السابقة، لأن العربالجاهليين كانوا- حسب تقاليدهم و أعرافهمالظالمة- يمنعون النساء و الصغار من حقالإرث، و لا يسهمون لهم من المواريث،فأبطلت هذه الآية هذا التقليد الخاطئالظالم إذ قال سبحانه: لِلرِّجالِ نَصِيبٌمِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ، وَ لِلنِّساءِ نَصِيبٌمِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْكَثُرَ.ثمّ قال سبحانه في ختام هذه الآية بغيةالتأكيد على الموضوع نَصِيباً مَفْرُوضاًحتى يقطع الطريق على كل تشكيك أو ترديد فيهذا المجال.ثمّ أنّ الآية الحاضرة- كما هو ملاحظ- تذكرحكما عامّا، و شاملا لجميع الموارد، ولهذا فإن ما يتصوره البعض من أنّ الأنبياءلا يورثون، أي أنّهم إذا تركوا شيئا منثروة و مال لم يرثهم أقرباؤهم، خلاف الآية(طبعا المقصود من الأموال التي يتركهاالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم هي تلكالأموال الخاصّة به، و أمّا الأموالالمتعلقة ببيت المال الذي هو من حقالمسلمين عامّة، فالحكم الإسلامي فيها هوصرفها في مواردها.كما أنّه يتبيّن من إطلاق الآية الحاضرة والآيات الاخرى التي تأتي في ما بعد حولالإرث أنّ القول بالتعصيب (و هو إعطاءشيء من التركة إلى عصبة الميت و هم منينتسبون إليه من طرف الأب، و ذلك في بعضالموارد كما يذهب إليه علماء السنة) يخالفهو أيضا ما جاء به القرآن الكريم من تعاليمفي مجال