امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 3

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الصفوف، و تتمّ عملية الفرز بين الطيبالطاهر، و الخبيث الرجس. و هذا قانون عام وسنة إلهية خالدة و شاملة، فليس كلّ من يدعيالإيمان، و يجد مكانا في صفوف المسلمينيترك لشأنه، بل ستبلى سرائره، و تنكشفحقيقته في الآخرة بعد الاختبارات الإلهيةالمتتابعة له.

و هنا يمكن أن يطرح سؤال (و هو السؤال الذيكان مطروحا بين المسلمين آنذاك أيضا حسببعض الأحاديث و الرّوايات) و هو: إذا كاناللّه عالما بسريرة كل إنسان و أسرارهفلما ذا لا يخبر بها الناس- عن طريق العلمبالغيب- و يعرفهم بالمؤمن و المنافق؟

إنّ المقطع الثّاني من الآية و هو قوله: وَما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَىالْغَيْبِ يجيب على هذا السؤال. أي أناللّه سبحانه لن يوقفكم على الأسرار، لأنالوقوف على الأسرار- على عكس ما يظن كثيرونلا يحلّ مشكلة، و لا يفكّ عقدة، بل سيؤديإلى الهرج و المرج و الفوضى، و إلى تمزقالعلاقات الاجتماعية و انهيارها، وانطفاء شعلة الأمل في النفوس و تبدده، وتوقف الناس عن الحركة و النشاط و الفعالية.

و الأهم من كلّ ذلك هو أنّه لا بدّ أن تتضحقيمة الأشخاص من خلال المواقف العملية والسلوكية، و ليس عن أي طريق آخر، و مسألةالاختبار الإلهي لا تعني سوى هذا الأمر، ولهذا فإن الطريق الوحيد لمعرفة الأشخاص وتقويمهم هو أعمالهم فقط «1».

ثمّ إنّ اللّه سبحانه يستثني الأنبياء منهذا الحكم إذ يقول: وَ لكِنَّ اللَّهَيَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ أيأنّه يختار في كل عصر من بين أنبيائه منيطلعهم على‏

1- لقد مرّ طرح هذا السؤال بالتفصيل عندتفسير قوله تعالى: وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْبِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ ...و أجبنا هناك بأن الامتحان الإلهي- هو فيالحقيقة- نوع من التربية العملية للبشر، ولا يعني الاستخبار و الاستعلام، و لمزيدالاطلاع راجع ذلك البحث.

/ 703