بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
مع العلم بأن هذه الأحكام لا تختص بكم،فقد سار عليها من سبقكم من أهل الحق منالأمم الصالحة، هذا مضافا إلى أنّ اللّهتعالى يريد أن يغفر لكم و يعيد عليكم نعمهالتي قطعت عنكم بسبب انحرافكم عن جادةالحقّ، و كل هذا إنّما يكون إذا عدتم عنطريق الانحراف الذي سلكتموه في عهدالجاهلية و قبل الإسلام.وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ يعلم بأسرارالأحكام، و يشرعها لكم عن حكمة.ثمّ إن اللّه سبحانه أكّد ما مرّ بقوله: وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْوَ يُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَالشَّهَواتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًاعَظِيماً أي أنّ اللّه يريد بتشريع هذهالأحكام لكم أن يعيد عليكم نعمه التي قطعتو منعت عنكم بسبب ذنوبكم، و ارتكابكمللشّهوات، و لكن الذين يريدون الانسياقوراء الشّهوات الغارقين في الآثام والذنوب يريدون لكم أن تنحرفوا عن طريقالسعادة، إنّهم يريدون أن تسايروهم فياتّباع الشّهوات و أن تنغمسوا في الآثارانغماسا كاملا، فهل ترون- و الحال هذه- إنّهذه القيود و الحدود الكفيلة بضمانسعادتكم و خيركم و مصلحتكم أفضل لكم، أوالحرية المنفلتة المقرونة بالانحطاطالخلقي، و الفساد و السقوط؟إنّ هذه الآيات في الحقيقة تجيب على تساؤلأولئك الأفراد الذين يعيشون في عصرناالحاضر أيضا و الذين يعترضون على القيود والحدود المفروضة في مجال القضاياالجنسية، و تقول لهم: إنّ الحريات المطلقةالمنفلتة ليست أكثر من سراب، و هي لا تنتجسوى الانحراف الكبير عن مسير السعادة والتكامل الإنساني، و كما توجب التورط فيالمتاهات و المجاهل، و تستلزم العواقبالشريرة التي يتجسد بعضها في ما نراه بأمأعيننا من تبعثر العوائل، و وقوع أنواعالجريمة الجنسية البشعة، و ظهور الأمراضالتناسلية و الآلام الروحية و النفسيةالمقيتة، و نشوء الأولاد غير الشرعيين حيثيكثر فيهم المجرمون القساة الجناة.ثمّ إنّه سبحانه يقول بعد كل هذا: يُرِيدُاللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسانُ