التّفسير
تقول الآية الأولى لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُقَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَفَقِيرٌ وَ نَحْنُ أَغْنِياءُ.أي لو أنّ هؤلاء استطاعوا أن يخفوا عنالناس مقالتهم هذه فإن اللّه قد سمعها ويسمعها حرفا بحرف فلا مجال لإنكارها، فهويسمع و يدرك حتى ما عجزت أسماع الناس عنسماعها منالأصوات الخفية جدا أو الأصواتالعالية جدا:
لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَقالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَ نَحْنُأَغْنِياءُ.إذن فلا فائدة و لا جدوى في الإنكار، ثمّيقول سبحانه: سَنَكْتُبُ ما قالُوا أي أنما قالوه لم نسمعه فحسب، بل سنكتبه جميعه.و من البديهي أن المراد من الكتابة ليس هوما تعارف بيننا من الكتابة و التدوين، بلالمراد هو حفظ آثار العمل التي تبقى خالدةفي العالم حسب قانون بقاء «الطاقة-المادة».بل و حتى كتابة الملائكة الموكّلين من قبلاللّه بالبشر لضبط تصرفاتهم، هو الآخر نوعمن حفظ العمل الذي هو مرتبة أعلى منالكتابة المتعارفة.ثمّ يقول: وَ قَتْلَهُمُ الْأَنْبِياءَأي أنّنا لا نكتفي بكتابة مقالاتهمالكافرة1- الحديد، 11.2- البقرة، 276.3- أسباب النزول للواقدي، ص 99 و تفسير روحالبيان في تفسير هذه الآية.