في هذه الآيات يخاطب اللّه سبحانه نبيّهالكريم بعبارة حاكية عن التعجب والاستغراب قائلا: أَ لَمْ تَرَ إِلَىالَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَالْكِتابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ أيعجيب أمر هؤلاء الذين أتوا نصيبا منالكتاب السماوي، و لكنهم بدل أن يقوموابهداية الآخرين و إرشادهم في ضوء ما أوتوامن الهدى، فإنّهم يشترون الضلالة لأنفسهمو يريدون أن تضلوا أنتم أيضا.و بهذا الطريق فإنّ ما نزل لهدايتهم وهداية الآخرين تحول إلى وسيلة لضلالهم وإضلال الآخرين بسوء نيّتهم، لأنّهم لميكونوا أبدا بصدد الحقيقة، بل كانواينظرون إلى كل شيء بمنظار النفاق و الحسدو المادية السوداء.ثمّ يقول سبحانه: إنّ هؤلاء و إن تظاهروابمظهر الأصدقاء لكم إلّا أنّهم أعداؤكمالحقيقيون وَ اللَّهُ أَعْلَمُبِأَعْدائِكُمْ.و أية عداوة أشدّ و أكثر من أن يكرهواهدايتكم و يخالفوا سعادتكم، تارة