الآية [سورة النساء (4): آية 60]
أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَيَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِماأُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْقَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُواإِلَى الطَّاغُوتِ وَ قَدْ أُمِرُوا أَنْيَكْفُرُوا بِهِ وَ يُرِيدُ الشَّيْطانُأَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60)سبب النّزول
كان بين رجل من اليهود و رجل من المسلمينالمنافقين خصومة و اختلاف، فعزما على أنيحتكما إلى شخص، و حيث كان اليهودي يعرفبعدل النّبي و حياده و لأنّه علم أنّه لايأخذ الرّشوة و لا يجور في الحكم قال:أحاكم إلى محمّد، و لكن المنافق قال: لا،بل بيني و بينك كعب بن الأشرف، (لأنّه يأخذالرّشوة و هو من أقطاب اليهود)، و بذلك رفضالتحاكم إلى رسول الإسلام صلّى الله عليهوآله وسلّم، فنزلت الآية توبّخ أمثال هذاالشخص، و تشجب بشدّة موقفهم المشين هذا«1».و قد ذكر بعض المفسرين أسبابا أخرى لنزولهذه الآية تشهد بأنّ بعض المسلمين الحديثيالعهد بالإسلام كانوا- على عادتهم فيالجاهلية- يحتكمون- في مطلع الإسلام- إلىعلماء اليهود أو الكهنة، فنزلت الآيةالحاضرة تنهى عن1- تفسير مجمع البيان، نقل هذا السبب عنأكثر المفسرين.