في الآيات السابقة شجب القرآن الكريمالتحاكم إلى حكّام الجور، و في هذه الآيةيقول سبحانه مؤكدا
وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّالِيُطاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ أي أنّنابعثنا الأنبياء ليطاعوا بإذن اللّه و أمرهو لا يخالفهم أحد، لأنّهم كانوا رسل اللّهو سفراءه كما كانوا رؤساء الحكومة الإلهيةأيضا، و على هذا يجب على الناس أن يطيعوهممن جهة بيان أحكام اللّه و من جهة طريقةتطبيقها، و لا يكتفوا بمجرّد ادعاءالإيمان.و من هذه العبارة يستفاد أنّ الهدف منإرسال الرسل و بعث الأنبياء هو إطاعة جميعالناس لهم، فإذا أساء بعض الناس استخدامحريتهم و لم يطيعوا الأنبياء كان اللوممتوجها إلى أنفسهم لا إلى أحد. و بهذا تنفيالآية الحاضرة عقيدة الجبريين الذينيقولون: الناس صنفان: صنف كلّف بالطاعة منالبدء، و صنف كلّف بالمعصية من البدء.