في هذه الآية يبيّن القرآن ميزة أخرى منميزات من يطيع أوامر اللّه تعالى و النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم، و في الحقيقةمكملة للميزات التي جاء ذكرها في الآياتالسابقة، و هي صحبة الذين أتمّ اللّه نعمهعليهم و مرافقتهم: وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَوَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَأَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ....و كما أسلفنا في سورة الحمد فإنّ الذينأنعم اللّه عليهم هم الذين ساروا فيالطريق المستقيم و لم يرتكبوا أي خطأ، و لميكن فيهم أي انحراف.ثمّ يشير- لدى توضيح هذه الجملة، و تحديدمن أنعم اللّه عليهم- إلى أربع طوائفيشكلون في الحقيقة الأركان الأربعة لهذاالموضوع و هم:1- الأنبياء: أي رسل اللّه تعالى الذينكانوا طليعة السائرين في سبيل هداية الناسو دعوتهم إلى الصراط المستقيم مِنَالنَّبِيِّينَ.2- الصّادقون: و هم الذين يصدقون في القول ويصدقون إيمانهم بالعمل الصالح، و يثبتونأنّهم ليسوا مجرّد أدعياء الإيمان، بلمؤمنون بصدق بأوامر اللّه و تعاليمه وَالصِّدِّيقِينَ.و من هذا التعبير يتّضح أنّه ليس بعد مقامالنبوة أعلى من مقام الصدق، و الصدق هذا لاينحصر في الصدق في القول فقط، بل هو الصدقفي الفعل و العمل ... الصدق في الممارسات والمواقف، و هو لذلك يشمل الأمانة والإخلاص أيضا، لأن الأمانة هي الصدق فيالعمل كما أن الصدق أمانة في القول، و فيالمقام ليس هناك صفة بعد الكفر أقبح منالكذب و النفاق و الخيانة في القول و العمل(و يجب الانتباه- هنا- إلى أن الصدّيق صيغةمبالغة و هي بمعنى الصادق كله، ظاهرا وباطنا).و قد فسّر «الصدّيق» في بعض الروايات والأخبار بعلي عليه السّلام و الأئمّة منأهل