لقد أوضحت الآيات السابقة قضية الجهاد، وأبرزت عناصره و المخاطبين به و دوافعه، وفي هذه الآية نلاحظ أنّها تحث المجاهدينعلى القتال، و تبيّن أهدافهم، مؤكّدةأنّهم يقاتلون في سبيل اللّه و لمصلحةعباد اللّه، و أن الكافرين يقاتلون فيسبيل الطاغوت المتجبر: الَّذِينَ آمَنُوايُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِيسَبِيلِ الطَّاغُوتِ أي أنّ الحياة في كلالأحوال لا تخلو من الكفاح و الصراع، غيرأن جمعا يقاتلون في طريق الحق، و جمعايقاتلون في طريق الشيطان و الباطل.لذلك تطلب الآية من أنصار الحق أن ينبروالقتال أنصار الشيطان دونما رهبة و خوف:فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ.كما توضح هذه الآية حقيقة مهمّة، هي أنّالطاغوت و القوى المتجبرة- مهما امتلكت منقوة ظاهرية- ضعيفة في نفسها و جبانة فيباطنها، و بهذا تطمئن الآية