هذه الآية تخاطب المنافقين و سائر الذينيرتابون من حقيقة القرآن المجيد، و تطلبمنهم- بصيغة السؤال- أن يحققوا في خصائصالقرآن ليعرفوا بأنفسهم أنّ القرآن وحيمنزل، و لو لم يكن كذلك لكثر فيه التناقض والاختلاف، و إذا تحقق لديهم عدم وجودالاختلاف، فعليهم أن يذعنوا أنّه وحي مناللّه تعالى.و التّدبر من مادة «دبر» و هو مؤخر الشيءو عاقبته «و التدبر» المطلوب في هذه الآيةهو البحث عن نتائج آثار الشيء، و الفرقبين التدبر و التفكر هو أنّ الأخير يعنيالتحقيق في علل و خصائص الموجود، أمّاالتدبر فهو التحقيق في نتائجه و آثاره.و نستدل من هذه الآية على عدّة أمور:1- إنّ الناس مكلّفون بالبحث و التحقيق فيأصول الدين و المسائل المشابهة لها، مثلصدق دعوى النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم، و حقانية القرآن، و أن يتجنّبواالتقليد