بعد ذكر جملة من أعمال أهل الكتاب المشينةو مخالفاتهم تشير الآية الحاضرة إلى واحدةأخرى من تلك الأعمال و المخالفات، ألا و هوكتمان الحقائق فتقول: وَ إِذْ أَخَذَاللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُواالْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِوَ لا تَكْتُمُونَهُ، أي اذكروا إذ أخذاللّه مثل هذا الميثاق منكم.و الملفت للنظر أن عبارة «لتبيّننه» جاءتمع لام القسم، و نون التأكيد الثقيلة، وذلك نهاية في التأكيد.ثمّ أردفها- مع ذلك- بقوله: «و لا تكتمونه»الذي هو أمر صريح بعدم الكتمان و الإخفاء.و من كل هذه التعابير يتضح أو يستفاد أناللّه سبحانه قد أخذ بوساطة الأنبياءالسابقين آكد المواثيق و العهود من أهلالكتاب لإظهار الحقائق، و بيانها، ولكنّهم رغم كل ذلك- خانوا تلك العهود وتجاهلوا تلك المواثيق، و أخفوا ما أرادوا