و تدل عبارة «بما كسبوا» على أنّ كلارتداد أو خروج عن جادة الحقّ و طريقالهداية و السعادة و النجاة، إنّما يتمّبعمل الإنسان و فعله، و حين ينسب الإضلالإلى اللّه سبحانه عزّ و جلّ، فذلك معناهأنّ اللّه القدير الحكيم يجازي كل إنسانبما كسبت يداه و يثيبه بقدر ما يستحق منثواب.
و في الختام تخاطب الآية أولئك البسطاء منالمسلمين الذين انقسموا على أنفسهم وأصبحوا يدافعون لسذاجتهم عن المنافقين،فتؤكد لهم أنّ هداية من حرمه اللّه من لطفهو رحمته بسبب أفعاله الخبيثة الشنيعة أمرلا يمكن تحقيقه، لأنّ اللّه قد كتب علىهؤلاء المنافقين ما يستحقونه من عذاب وضلال و حرمان من الهداية و النجاة أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّاللَّهُ وَ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْتَجِدَ لَهُ سَبِيلًا.
إذ أنّ عمل كل شخص لا ينفصل عنه ... و هذهسنة إلهية ... فكيف يؤمل في هداية أفرادامتلأت أفكارهم و قلوبهم بالنفاق، و اتجهتأعمالهم إلى حماية أعداء اللّه؟! إنّه أمللا يقوم على دليل «1».
1- في المجلد الأول من هذا التّفسير بحث عنالهداية و الضلالة، فراجعه.