امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 3

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و الحسنات، و قد صانه اللّه العزيز القديرمن عواقب كل خطأ يحتمل أن يقع فيه أي زعيم،لكي يبعد الأمّة الإسلامية عن الحيرة فيقضية إطاعة الرّسول صلّى الله عليه وآلهوسلّم، و ليجنبها التناقض بين فعلي الطاعةو عدمها، نعم لقد عصم اللّه نبيّه محمّداصلّى الله عليه وآله وسلّم من كل خطأ، لكييضمن له ثقة المسلمين الكاملة به، حيثتعتبر هذه الثقة من أولويات شروط الزعامةالإلهية.

و قد ورد في آخر الآية دليل من الأدلةالأساسية لقضية العصمة بشكل مجمل، و هذاالدليل هو قوله تعالى أنّه علم نبيّه صلّىالله عليه وآله وسلّم من العلوم و المعارفالتي يكون النّبي في ظلها مصونا من الوقوعفي أي خطأ أو زلل، و لأنّ العلم و المعرفةتكون نتيجتهما في المرحلة النهائية حفظالإنسان من ارتكاب الخطأ.

فالطبيب- مثلا- لا يقدم أبدا على شرب ماءملوث بأنواع الجراثيم الفتاكة، بعد أنأجرى عليه الفحوصات المختبرية و اكتشفتلوثه بتلك الجراثيم الخطيرة.

نستنتج من هذا المثل أنّ علم الطب الذيتعلمه هذا الطبيب، هو السبب في حفظه و منعهمن شرب الماء الملوث بالجراثيم القاتلة،فقد وفّر هذا العلم العصمة و المصونةللطبيب حيال ارتكاب مثل هذا الخطأ، لكنالإنسان الذي يجهل خطورة ذلك الماء يحتملكثيرا أن يقدم على شربه.

و هكذا يتبيّن أنّ مصدر الكثير من الأخطاءهو الجهل بمقدمات العمل أو مستلزماته أوعواقبه، لذلك فإنّ من يحاط عن طريق الوحيالإلهي إحاطة كاملة بالقضايا المختلفة ومقدماتها و مستلزماتها و عواقبها لن يقعفي خطأ، و لن يرتكب أي زلل أبدا، و لن يضلالطريق، و لن يمارس ذنبا مطلقا.

و يجب أن لا نقع في الوهم هنا، فإنّ هذاالعلم الذي بحوزة النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم من جانب اللّه سبحانه و تعالىليس عملا مفروضا و لا يحمل طابع القسر والإجبار، أي أنّ النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم ليس مجبورا أبدا على أن يعملبعلمه، بل أنّه يمارس عمله بكامل اختياره،فكما أنّ الطبيب الذي ذكرناه في مثلناالسابق مع علمه بحالة

/ 703