إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَبِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْيَشاءُ وَ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِفَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً (116)
التّفسير
الشّرك ذنب لا يغتفر
تشير هذه الآية مرة أخرى إلى خطورة جريمةالشرك الذي يعتبر ذنبا لا يغتفر و لا يتصوروجود ذنب أعظم منه، و يأتي هذا البحث بعدأن تحدثت الآيات السابقة عن المنافقين والمرتدين الذين ينساقون بعد إسلامهم إلىالكفر.و لقد مرّ ما يشابه مضمون هذه الآية، فينفس سورة النساء في الآية (48) و ما إعادةتكرار مثل هذه المسائل التربوية إلا دليلعلى بلاغة القرآن، لأنّ المسائل الأساسيةتستلزم التكرار في فواصل مختلفة بغيةترسيخها في الأذهان و النفوس.و الحقيقة أنّ الذنوب تشبه سائر الأمراض،فما دام المرض لم يهاجم موقعا مهما في جسمالإنسان و لم يشل أحد هذه المواقع، كانتالقدرة الدفاعية للجسم تحمل معها الشفاء والتحسن، و لكن لو هاجم المرض مركزا حساسافي جسم الإنسان- مثل الدماغ- و أوجد نتيجةلذلك شللا في الجسم، فإنّ أبواب الأمل