امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 3

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و بطون، فكلّ شي‏ء فيه مخلوق لغاية، ومجعول لهدف، و كذا الحال في طبقات العين،بل و حتى الأجفان، و الأظافر، كل واحد منهايؤدي دورا، و يحقق غاية، فهل يمكن أن يكونلهذه الأجزاء الصغيرة جدا بالنسبة للكونالعظيم أهداف واضحة و غايات ملحوظة، و لايكون لمجموعه المتمثل في الظاهرة الكونيةالهائلة العظيمة أي هدف مطلقا؟ رَبَّنا ماخَلَقْتَ هذا باطِلًا.

إنّ العقلاء لا يمكنهم و هم يواجهون هذهالحقيقة الساطعة إلّا أن يقولوا بخشوع هذهالجملة: رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًاسُبْحانَكَ أي ربّنا إنّك لم تخلق هذاالعالم العظيم، و هذا الكون الذي لا يعرفله حدّ، و هذا النظام المتقن البديع الّاعلى أساس الحكمة و المصلحة، و لهدف صحيح،فكل هذا آية وحدانيتك، و كل هذا ينزّهك عناللغو و العبث.

إن أصحاب العقول السليمة الواعية بعد أنيعترفوا بالهدفية في الخليقة يتذكرونأنفسهم فورا، و كيف يعقل أن يكونوا- و همثمرة هذا الموجود نفسه و هذا الكون بالذات-قد خلقوا سدى، أو جاؤوا إلى هذه الحياةعبثا، و أنّه ليس هناك من هدف سوى تربيتهمو تكاملهم!! إنّهم لم يأتوا إلى هذه الحياةلأجل أن يعيشوا فيها أيّاما سرعان ما تفنىو تنقضي، فذلك أمر لا يستحق كلّ هذا العناءو التعب كما لا يليق بمكانة الإنسان و لايتناسب مع حكمة اللّه العليا، بل هناك داراخرى تنتظرهم حيث يجدون فيها جزاءأعمالهم، أن خيرا فخير، و إن شرّا فشر، وفي هذه اللحظة ينتبهون إلى مسئولياتهم، ويسألون اللّه التوفيق للقيام بها حتىيتجنبوا عقابه، و لهذا يقول:

فَقِنا عَذابَ النَّارِ ثمّ يقول:رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَفَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ....

و يستفاد من هذه العبارات أنّ العقلاءيخافون من الخزي قبل أن يخافوا من نارجهنم، و هذا هو حال كل من يمتلك شخصية،فإنّه مستعد لأن يتحمل كلّ شي‏ء من الأذىو المحن شريطة أن يحافظ على شخصيته، و لهذافإن أشدّ

/ 703