و الآية الأخيرة من الآيات الأربعالماضية، ورد الحديث فيها عن أناس يزعمونأنّهم مسلمون، و يشاركون في ميادينالجهاد، و يطبقون أحكام الإسلام، دون أنيكون لهم هدف إلهي، بل يهدفون لنيل مكاسبمادية مثل غنائم الحرب فتنبه الآية إلىأنّ الذين يطلبون الأجر الدنيوي يتوهمونفي طلبهم هذا، لأنّ اللّه عنده ثوابالدنيا و الآخرة معا مَنْ كانَ يُرِيدُثَوابَ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللَّهِثَوابُ الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ.
فلما ذا لا يطلب- و لا يرجوا- هؤلاء،الثوابين معا؟! و اللّه يعلم بنواياالجميع، و يسمع كل صوت، و يرى كل مشهد، ويعرف أعمال المنافقين و أشباههم، وَ كانَاللَّهُ سَمِيعاً بَصِيراً.
و تكرر هذه الآية الأخيرة حقيقة أنّالإسلام لا ينظر فقط إلى الجوانب المعنويةو الأخروية، بل أن ينشد لأتباعه السعادتينالمادية و المعنوية معا.