تبيّن هذه الآية- و آيات أخرى تالية- قسماآخر من صفات المنافقين و أفكارهمالمضطربة، فتؤكد أنّ المنافقين يسعوندائما لاستغلال أي حدث لصالحهم، فلو انتصرالمسلمون حاول المنافقون أن يحشرواأنفسهم بين صفوف المؤمنين، زاعمين بأنّهمشاركوا المؤمنين في تحقيق النصر و أدعوابأنّهم قدموا دعما مؤثرا للمؤمنين في هذاالمجال، مطالبين بعد ذلك بمشاركةالمؤمنين في الثمار المعنوية و الماديةللنصر حيث تقول الآية في حقهم: الَّذِينَيَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كانَلَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ ....و هؤلاء المنافقون ينقلبون على أعقابهمحين يكون النصر الظاهري من نصيب أعداءالإسلام فيتقربون إلى هؤلاء الأعداء، ويعلنون لهم الرضى و الموافقة