لقد أظهرت و بيّنت الآيات السابقة صورا منعقاب الكافرين و المنافقين، و الآيةالأخيرة- التي هي موضوع بحثنا الآن- تشيرإلى حقيقة ثابتة و هي أنّ العقاب الإلهيالموجه للبشر العاصين ليس بدافع الانتقامو لا هو بدافع التظاهر بالقوّة، كما أنّهليس تعويضا عن الخسائر الناجمة عن تلكالمعاصي، فهذه الأمور إنّما تحصل ممن فيطبيعته النقص و الحاجة، و اللّه سبحانه وتعالى منزّه من كل نقص و لا يحتاج أبدا إلىشيء.إذن فالعقاب الذي يلحق الإنسان لمايرتكبه من معاص، إنما هو انعكاس للنتائجالسيئة التي ترتبت على تلك المعاصي- سواءكانت فعلية أو فكرية- و لذلك يقول اللّهتعالى عزّ من قائل في هذه الآية: مايَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ إِنْشَكَرْتُمْ وَ آمَنْتُمْ.و بالنظر إلى أنّ حقيقة الشكر هي أن يستغلالإنسان النعم التي وهبها اللّه له