في هذه الآية إشارتان إلى التكاليفالأخلاقية الإسلامية
الأولى: تبيّن أنّ اللّه لا يحبّ التجاهربالكلام البذيء، و لا يرضى بما يصدر منكلام عن عيوب الناس و فضائح أعمالهم،فتقول الآية: لا يُحِبُّ اللَّهُالْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ ....إن عدم الرضى من نشر فضائح أعمال الناس،نابع من حقيقة أنّ اللّه هو ستار العيوب،فلا يجب أن يقوم عباده بكشف سيئات الآخرينمن أمثالهم أو الإساءة إلى سمعتهم، و ممّالا يخفى على أحد هو أنّ لكل إنسان نقاط ضعفخفية، و لو انكشفت هذه العيوب لسادالمجتمع جو من سوء الظن بين أفراده، فيصعبعندئذ قيام التعاون بين هؤلاء الأفراد،لذلك منع الإسلام و حرّم التحدث عن نقائصأو فضائح أعمال الآخرين دون وجود هدفسليم، لتبقى الأواصر الاجتماعية قويةمستحكمة، و رعاية للجوانب الإنسانيةالأخرى في هذا المجال.