امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 3

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْتُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَالسَّماءِ ....

و لا شك أنّ هؤلاء لم يكونوا صادقين فينواياهم مع النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم، لأنّ الهدف من نزول الكتاب السماويهو الإرشاد و الهداية و التربية، و قديتحقق هذا الهدف أحيانا عن طريق نزول كتابكامل من السماء دفعة واحدة، و أحيانا أخرىيتحقق الهدف عن طريق نزول الكتاب السماويعلى دفعات و بصورة تدريجية.

و بناء على هذا فقد كان الأجدر باليهود أنيطالبوا النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّمبالدليل و يسألوه عن تعاليم سامية قيمة،لا أن يحددوا له طريقة لنزول الكتبالسماوية و يطالبوه بأن ينزل عليهم كتاباالطريقة التي عينوها.

و لهذا السبب فضح اللّه نواياهم السيئةبعد طلبهم هذا، و أوضح للنّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم بأنّ هذا العمل هو ديدناليهود، و أنّهم معروفون بصلفهم و عنادهمو اختلافهم الأعذار مع نبيّهم الكبير موسىبن عمران عليه السّلام، فقد طلب هؤلاء مننبيّهم ما هو أكبر و أعجب إذ سألوه أنيريهم اللّه جهارا و علنا! تقول الآية:فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى‏ أَكْبَرَ مِنْذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً....

و ما مصدر هذا الطلب العجيب الغريب البعيدعن المنطق غير الصلف و العناد، فهم بطلبهمهذا قد تبنّوا عقيدة المشركين الوثنيين فيتجسيد اللّه و تحديده، و قد أدى عنادهم هذاإلى نزول عذاب اللّه عليهم، صاعقة منالسماء أحاطت بهم لما ارتكبوه من ظلمكبير، تقول الآية: فَأَخَذَتْهُمُالصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ.

ثمّ تشير الآية إلى عمل قبيح آخر ارتكبهاليهود، و ذلك حين لجئوا إلى عبادة العجلبعد أن شاهدوا بأعينهم المعجزات الكثيرة والدلائل الواضحة، فتقول: ثُمَّاتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ ماجاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ ....

و مع كل هذا الصلف و العناد و الشرك، يريهماللّه لطفه و رحمته و يغفر لهم لعلهميرتدعوا عن غيّهم، و يهب لنبيّهم موسىعليه السّلام ملكا بارزا و سلطانا مبينا،و يفضح السامري صاحب العجل و يخمد فتنته وفي هذا تقول الآية: فَعَفَوْنا عَنْ ذلِكَوَ آتَيْنا مُوسى‏ سُلْطاناً مُبِيناً.

/ 703