الآية [سورة النساء (4): آية 170]
يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُالرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْفَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ وَ إِنْتَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِيالسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ كانَاللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (170)التّفسير
لقد أوضحت الآيات السابقة نهاية و عاقبةالناس الذين انعدم لديهم عنصر الإيمان،أمّا الآية الأخيرة فهي تدعو إلى الإيمانو تبيّن نتيجة هذا الإيمان، و تستخدم فيترغيب الناس إلى هذا الهدف السامي عباراتو اصطلاحات تثير عند الأفراد الرغبة والاندفاع نحو الإيمان.و هذه الآية تشير في البداية إلى أنّالنّبي المرسل هو ذلك الذي كان ينتظرالناس ظهوره، و الذي أشارت إليه الكتبالسماوية السابقة، و هو يحمل إليهم شريعةالحق و العدالة فتقول الآية في هذا المجال:يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُالرَّسُولُ «1» بِالْحَقِّ «2».1- يبدو من سياق الآية أنّ حرفي «ال»الداخلة على كلمة «رسول» هما «ال»العهدية، و فيها إشارة إلى النّبي الذيكانوا ينتظرون قدومه، و لم يقتصر هذاالانتظار على اليهود و النصارى وحدهم، بلأنّ المشركين- أيضا- كانوا يتوقعون- لماسمعوه من أهل الكتاب- ظهور النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم.2- لقد فسّرت بعض الروايات الواردة عن أهلالبيت عليهم السّلام كلمة «الحق» الواردةفي الآية إشارة إلى ولاية علي بن أبي طالبعليه السّلام، و قد بيّنا سابقا إن مثل هذهالتفاسير واضحة في بيان المصاديق، و هي لاتدل على الحصر.