بعد أن تناولت الآيات السابقة بعضا منانحرافات أهل الكتاب بالنسبة لمبدأالتوحيد و مبادئ و تعاليم الأنبياء، جاءتالآيتان الأخيرتان لتختما القول في بيانسبيل النّجاة و الخلاص من تلك الانحرافات.لقد توجه الخطاب أوّلا إلى عامّة الناس،مبينا أنّ اللّه قد بعث من جانبه نبيّايحمل معه الدلائل و البراهين الواضحة، وبعث معه النور المبين المتجسد في القرآنالكريم الذي يهدي الناس إلى طريق السعادةالأبدية، حيث تقول الآية الأولى: ياأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْبُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ أَنْزَلْناإِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً.و يعتقد بعض العلماء أنّ كلمة «برهان»المشتقة من المصدر «بره» على وزن «فرح»تعني الابيضاض- و لمّا كانت الأدلةالواضحة تجلى للمسامع وجه الحق و تجعلهواضحا مشرقا أبيض لذلك سميت بـ «البرهان».