تبيّن الآية الواردة أعلاه كمية الإرثللأخوة و الأخوات، و قد بيّنا في أوائلسورة النساء- في تفسير الآية الثانية عشرمنها- إنّ القرآن اشتمل على آيتين توضحانمسألة الإرث للأخوة و الأخوات و إن إحدىهاتين الآيتين هي الآية الثانية عشرة منسورة النساء، و الثانية هي الآية الأخيرةموضوع بحثنا هذا و هي آخر آية من سورةالنساء.و على الرغم ممّا ورد من اختلاف فيالآيتين فيما يخص مقدار الإرث، إلّا أنّكل آية من هاتين الآيتين تتناول نوعا منالأخوة و الأخوات كما أوضحنا في بدايةالسورة.فالآية الأولى تخصّ الأخوة و الأخوات غيرالأشقاء، أي الذين هم من أمّ واحدة و آباءمتعددين.أمّا الآية الثانية أي الأخيرة، فهيتتناول الإرث بالنسبة للأخوة الأشقاء، أيالذين هم من أمّ واحدة و أب واحد، أو منأمهات متعددات و أب واحد.و الدليل على قولنا هذا، أن من ينتسب إلىشخص المتوفى بالواسطة يتعين إرثه بمقدارما يرثه الواسطة من شخص المتوفى.فالأخوة و الأخوات غير الأشقاء- أي الذينهم من أمّ واحدة و آباء متعددين- يرثونبمقدار حصّة أمّهم من الإرث و التي هيالثلث.أمّا الأخوة و الأخوات الأشقاء- أي الذينهم من أمّ واحدة و أب واحد، أو من أب واحد وأمهات متعددات- فهم يرثون بمقدار حصّةوالدهم من الإرث التي هي الثلثان.و لمّا كانت الآية الثانية عشرة من سورةالنساء تتحدث عن حصّة الثلث من الإرثللأخوة و الأخوات، و تتناول الآية الأخيرةحصّة الثلثين، لذلك يتّضح أنّ الآيةالسابقة تخص الأخوة و الأخوات غير الأشقاءالذين يرتبطون بشخص