اليوم العظيم؟
ترى هل هو اليوم الذي أنزل فيه اللّهالأحكام المذكورة في نفس الآية و الخاصّةبالحلال و الحرام من اللحوم؟بديهي أنّه ليس ذلك لأنّ نزول هذه الأحكاملا يوجب إعطاء تلك الأهمية العظيمة، و لايمكن أن يكون سببا لإكمال الدين، لأنّهالم تكن آخر الأحكام التي نزلت على النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم، و الدليل علىهذا القول ما نراه من أحكام تلت الأحكامالسابقة في نزولها، كما لا يمكن القول بأنالأحكام المذكورة هي السبب في يأس الكفار،بل إنّ ما يثير اليأس لدى الكفار هو إيجاددعامة راسخة قوية لمستقبل الإسلام، وبعبارة أخرى فإنّ نزول أحكام الحلال والحرام من اللحوم لا يترك أثرا في نفوسالكفار، فما ذا يضيرهم لو كان بعض اللحومحلالا و بعضها الآخر حراما؟! فهل المراد منذلك «اليوم» هو يوم عرفة من حجّة الوداع،آخر حجّة قام بها1- تفسير المنار، ج 6، ص 155.