التّفسير
أهل الكتاب ليسوا سواء
قلنا- في ما سبق- ان القرآن الكريم إذاتطرق إلى أمور حول إتباع الشرائع الاخرىلم ينظر إلى الجميع نظرة سواء، و لم يحسبلهم حسابا واحدا، و لم تتسم أبحاثه حولهمبصفة قومية أو حزبية علائية، بل ينطلق فيأحكامه من أسس اعتقادية و مبدئية، و لهذاينتقد أعمالهم، و ممارساتهم و لا يتناولبسوء قومياتهم أو أجناسهم، و لهذا لا ينسىفضل تلك القلّة المؤمنة الصالحة منهم والتي تميزت عن الأكثرية الساحقة بصلاحها وحسن عملها، و لا يتجاهل قيمتها و مكانتها.و المقام الذي نحن فيه هو أحد تلك المواردالتي جاء فيها الكلام عن هذه القلةالمؤمنة الصالحة التي استجابت لدعوةالرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم و خضعتللحق.فالآية الحاضرة بعد أن و بّخت كثيرا منأهل الكتاب على كتمانهم لآيات اللّه، وطغيانهم و تمردهم في الآيات السابقة ذكرتهذه القلّة المؤمنة، و بينت خمسا منصفاتها الممتازة هي:1- يُؤْمِنُ بِاللَّهِ (أي أنهم يؤمنونباللّه عن طواعية و صدق).2- وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ (أي يؤمنونبالقرآن).3- وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ أي إيمانهمبنبيّ الإسلام نابع في الحقيقة من إيمانهمبكتبهم السّماوية الواقعية التي بشّرتبهذا النّبي و دعت إلى الإيمان به إذا ظهر،فهم في الحقيقة يؤمنون بكتبهم.1- أسباب النزول للواقدي.