تكرر هذه الآية الخطاب إلى أهل الكتاب مناليهود و النصارى، فتبيّن لهم أنّ النّبيالمرسل إليهم مرسل من عند اللّه، أرسله فيعصر ظلت البشرية قبله فترة دون أن يكون لهانبيّ، فبيّن لهم هذا النّبي الحقائق، لكيلا يقولوا بعد هذا إنّ اللّه لم يرسل إليهممن يهديهم إلى الصراط السوي و يبشرهم بلطفاللّه و رحمته و يحذرهم من الانحراف والاعوجاج، و ينذرهم بعذاب اللّه، حيث تقولالآية: يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْرَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلىفَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُواما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَ لا نَذِيرٍ ....نعم، فالبشير و النذير هو نبيّ الإسلاممحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم الذييبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحاتبرحمة اللّه و ثوابه، و ينذر الذين كفروا والعاصين بعذاب اللّه و عقابه، و قد جاءليبشر و لينذر أهل الكتاب و البشريةجمعاء، حيث تؤكّد الآية هذا بقوله تعالى:فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَ نَذِيرٌ.