تواصل هاتان الآيتان بقية الواقعة التيحصلت بين ابني آدم عليه السّلام، فتبيّنالآية الأولى منهما أن نفسي قابيل هي التيدفعته إلى قتل أخيه فقتله، حيث تقول:فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَأَخِيهِ.و نظرا لأنّ كلمة «طوع» تأتي في الأصل من«الطاعة» لذلك يستدل من هذه العبارة علىأن قلب «قابيل» بعد أن تقبل اللّه قربانأخيه هابيل أخذت تعصف به الأحاسيس والمشاعر المتناقضة، فمن جانب استعرت فيهنار الحسد و كانت تدفعه إلى الانتقام منأخيه «هابيل» و من جانب آخر كانت عواطفهالإنسانية و شعوره الفطري يقبح الذنب والظلم و الجور و قتل النفس، يحولان دونقيامه بارتكاب الجريمة، لكن نفسه الأمارةبالسوء تغلبت رويدا رويدا على مشاعره