لفترة دون أن يعلم ما ذا يفعلبه أو كيف يدفنه؟
أم كان سبب الندم هو ما يشعر به الإنسان-عادة- من قلق و استياء بعد ارتكاب كل عملقبيح؟مهما كانت أسباب الندم و دوافعه لدى«قابيل» فذلك لا يعني أنّه تاب من فعلته وجريمته التي ارتكبها، فالتوبة معناها أنلا يعاود الإنسان المذنب تكرار الذنب، خوفمن اللّه و استقباحا للذنب، و لم يشرالقرآن الكريم إلى صدور مثل هذه التوبة عن«قابيل»، و قد تكون الآية التالية إشارةإلى عدم صدور التوبة عنه.ورد في حديث عن النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم قوله: «لا تقتل نفس ظلما إلّاكان على ابن آدم الأوّل كفل من دمها لأنّهكان أوّل من سن القتل» «1».أراد أن يري «قابيل» كيف يدفن أخاه، و ذلكاحتراما ل «هابيل» و يحتمل أن يكون الغرابهو الفاعل في الجملة المذكورة.1- مسند أحمد بن حنبل كما جاء في تفسير «فيضلال القرآن»، ج 2، ص 703، في تفسير الآية.