3- العفّة و المتانة في البيان
من عجائب القرآن و واحدة من ادلّةالاعجاز، انّه لا يوجد في تعبيره ركّة وابتذال و عدم العفّة و ما الى ذلك، كماانّه لا يتناسب مع أسلوب الفرد العاديالامّي الذي تربّى في محيط الجاهليّة، معانّ حديث كلّ احد يتناسب مع محيطه وأفكاره!.و بين جميع قصص القرآن و احداثه التيينقلها توجد قصّة غرام و عشق واقعية، و هيقصّة (يوسف و امراة عزيز مصر).قصّة تتحدّث عن عشق امراة جميلة والهة ذاتأهواء جامحة لشاب جميل طاهر القلب.اصحاب المقالات و الكتاب حين يواجهون مثلهذا الأمر .. امّا ان يتحدّثوا عن ابطالالقصّة بأن يطلقوا للقلم او اللسانالعنان، حتّى تظهر في (البين) تعابير مثيرةو غير أخلاقية كثيرة.و امّا ان يحافظوا على العفّة و النزاهةفي القلم و اللسان، فيحوّلوا القصّة الىالقرّاء او السامعين بشكل غامض و مبهم.فالكاتب او صاحب المقال مهما كان ماهرايبتلى بواحد من هذين الإشكالين، ترى هليعقل انّ فردا لم يدرس يرسم رسما دقيقا وكاملا لفصول مثل هذا العشق المثير، دون انيستعمل اقلّ تعبير مهيّج و بعيد عنالعفّة؟! و لكنّ القرآن يمزج في رسم هذهالميادين الحسّاسة من هذه القصّة-(1) سورة ص، الآية 83.