برغم انّ كثيرا من المؤمنين الخيرينيلقون في هذه الدنيا جزاء اعمالهم الخيرة،كما هو الحال بالنسبة ليوسف حيث جوزي جزاءحسنا، لعفافه و تقواه و صبره على البلاء،إذ لو كان آثما لما اعتلى هذا المنصب، ولكن هذا لا يعني انّ على الإنسان ان ينتظرالجزاء في هذه الدنيا و يتوهّم انّ الجزاءيجب ان يكون ماديّا و ملموسا و في هذهالدنيا و يرى تأخير الجزاء ظلما في حقّه،لكن هذا التصوّر بعيد عن الواقع، لانّالجزاء الأوفى هو ما يوافي الإنسان فيحياته القادمة.و لعلّ لدفع هذا التوهّم الخاطئ و انّ ماجوزي به يوسف هو الجزاء الأوفى، يقولالقرآن الكريم وَ لَأَجْرُ الْآخِرَةِخَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوايَتَّقُونَ.
6- الدفاع عن المسجونين
برغم انّ السجن لم يكن دائما محلاللأخيار، بل يستضيف تارة الابرياء و تارةالمجرمين، لكنّ القواعد الانسانية تستوجبالتعامل الحسن مع السجناء، حتّى و لوكانوا مجرمين.و قد يتصوّر البعض أنّ الدفاع عنالمسجونين من مبتكرات العصر الحديث، لكنالمتتبّع للتاريخ الاسلامي يرى انّه منذالايّام الاولى لقيام دولة الإسلام كانرسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّميؤكّد و يوصي على التعامل الحسن مع الأسرىو المسجونين- كما قرانا جميعا وصيّة عليعليه السّلام في حقّ المجرم الذي قامباغتياله (و هو عبد الرّحمن بن ملجمالمرادي) حيث امر ان يرفق به و حتّى انّهعليه السّلام بعث اليه من اللبن الذي كانيشربه و عند ما أرادوا قتله قال: ضربةبضربة.كما انّ يوسف حينما كان في السجن كان يعدّأخا حميما و صديقا وفيّا و مستشارا أمينالجميع نزلاء السجن، و حينما خرج من السجن-امر ان يكتب-