بحوث
1- من الذي حمل قميص يوسف؟
ورد في بعض الرّوايات انّ يوسف قال: انّالذي يحمل قميصي المشافي الى أبي لا بدّ وان يكون هو نفسه الذي حمل قميصي الملطّخبالدماء اليه، لكي يدخل السرور على قلبهبعد ان ملا قلبه حزنا و ألما من قبل! فأعطىل (يهودا) قميصه بعد ان اعترف له انّه هوالذي حمل قميصه الملطّخ بالدماء الى أبيهو أخبره بأنّ الذئب قد أكل يوسف، و هذاالتصرّف من يوسف ان لم يدلّ على شيءفإنّه يدلّ على انّه برغم اعماله الكثيرةو متاعبه اليوميّة، فإنّه لم يغفل عنصغائر الأمور المتعلّقة بالسلوك الاخلاقي«1».2- يوسف و جلالة شأنه:
ورد في بعض الرّوايات انّ اخوة يوسف- بعدهذه القضايا- كانوا يحسّون بالخجل الشديدفأرسلوا اليه من يقول له: يا يوسف انّكتستضيفنا كلّ يوم صباحا و مساء- على مائدتكفنأكل من زادك و هذا ما يزيد في خجلنا حيثلا نطيق النظر الى وجهك بعد ان نتذكّراساءتنا إليك، فأجابهم بكلمة لطيفة ليبعدعنهم الخجل بأنّ الفضل يعود إليهم، و انّجلوسهم على مائدته لهو مكرمة منهم و انّالشعب المصري كانوا ينظرون اليّ نظرةالحرّ الى العبد و يقولون فيما بينهم(سبحان من بلغ عبدا بيع بعشرين درهما مابلغ!!) اي انظروا الى فعل اللّه سبحانه وتعالى بهذا العبد فإنّه قد بيع في السوقبعشرين درهما و هو الآن وصل الى هذهالمرتبة السامية، لكنّهم الآن ينظرون الىمائدتي و أنتم جلوس حولها، فيعرفون قدري وتثبت لهم منزلتي و انّني لست بعبد ذليل بيعبعشرين درهما، و انّما انا سليل بيتالنبوّة و الرسالة و من أولاد نبي اللّهابراهيم الخليل، و هذا ما أباهي(1) مجمع البيان ذيل الآية الشريفة.