امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 7

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 7

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الضمير بخشونة و قساوة بالغين بحيث كانوايقولون له مرّة: إِنَّ أَبانا لَفِيضَلالٍ مُبِينٍ و هنا قالوا له: إِنَّكَلَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ لكنّهم كانواغافلين عن الحقيقة التي كان يتحلّى بهايعقوب و عن صفاء قلبه، و يتصوّرون انّ قلبيعقوب كقلوبهم القاسية المظلمة و انّه لايطّلع على حقائق الأمور ماضيها ومستقبلها.

و تمضي الليالي و الايّام و يعقوب في حالةالانتظار ... الانتظار القاسي الذي يستبطنالسرور و الفرح و الهدوء و الاطمئنان،الّا انّ المحيطين به كانوا مشغولين عنهذه الأمور لاعتقادهم بأنّ قضيّة يوسفمختومة و الى الأبد.

و بعد عدّة ايّام من الانتظار- و التي لايعلم الّا اللّه كيف قضاها يعقوب- ارتفعصوت المنادي معلنا عن وصول قافلة كنعان منمصر، لكن في هذه المرّة- و خلافا للمرّاتالسابقة- دخل أولاد يعقوب الى المدينةفرحين مستبشرين، و توجّهوا مسرعين الى بيتأبيهم، و قد سبقهم ال (بشير) الذي بشّريعقوب بحياة يوسف و القى قميص يوسف علىوجهه.

امّا يعقوب الذي أضعفت المصائب بصره و لميكن قادرا على رؤية القميص فبمجرّد اناحسّ بالرائحة المنبعثة من القميص شعر فيتلك اللحظة الذهبية بأنّ نورا قد شعّ فيجميع ذرّات وجوده و انّ السّماء و الأرضمسروران و نسيم الرحمة يدغدغ فؤاده و يزيلعنه الحزن و الألم، شاهد الجدران و كأنّهاتضحك معه، و احسّ يعقوب بتغيّر حالته، وفجأة راى النّور في عينيه و احسّ بأنّهماقد فتحتا و مرّة اخرى راى جمال العالم، والقرآن الكريم يصف لنا هذه الحالة بقوله:

فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ أَلْقاهُعَلى‏ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً.

هذه الحالة التي حصلت ليعقوب اسالت دموعالفرح من عيون الاخوة و الأهل، و عند ذلكخاطبهم بقوله: أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْإِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لاتَعْلَمُونَ.

هذه المعجزة الغريبة، جعلت الأولاديعودون الى أنفسهم و يتساءلون عنها ويفكّرون في ماضيهم الأسود الملي‏ءبالاخطاء و الذنوب، و ما اعتورهم من‏

/ 547