اليه شهادة، و لا معنى للغيب بالنسبةاليه، و إذا ما قلنا- انّ اللّه عالم الغيبو الشهادة فهو ما نعتبره نحن غيب و شهادة،امّا هو فهما عنده سواء. لنفترض انّنا ننظرما في أيدينا في النهار، فهل نجهل مافيها؟! جميع الكون في مقابل علم اللّه أوضحمن هذا و اظهر.
4- الآثار التربوية في إدراكنا لعلماللّه
أثناء قراءتنا للآيات الماضية التي تقول:انّ اللّه يعلم السرّ و الجهر من القول وحركاتكم في الليل و النهار و كلّها مشهودةعنده، هل نجد في أنفسنا ايمانا بهذهالحقيقة؟ .. لو كنّا مؤمنين بذلك حقّا ونشعر بأنّ اللّه تعالى مطّلع علينا فإنّهذا الايمان و الاحساس الباطني يبعث علىتغيير عميق في روحنا و فكرنا و قولنا وضمائرنا؟.
نقل عن الامام الصادق عليه السّلام فيجوابه لمن سأله عن طريقتهم في الحياة قال:
«علمت انّ اللّه مطلع عليّ فاستحييت».
كما نشاهد كثيرا من المواقف من تأريخالمسلمين و حياتهم تتجلّى فيها هذهالحقيقة، يقال: دخل أب و ابنه في بستان،فتسلّق الأب شجرة ليقطف ثمارها دون اذنصاحبها، بينما بقي الابن أسفل الشجرةلمراقبة الأوضاع. و فجأة صاح الابن الذيكان مؤمنا و متعلّما و نادى أباه بأن ينزلبسرعة، عندها خاف الأب و نزل فورا و سأل منالذي رآني؟ قال: الذي هو فوقنا، فنظر الأبالى الأعلى فلم يجد أحدا، و سأل من الذيرآني؟ قال: الذي هو فوقنا، فنظر الأب الىالأعلى فلم يجد أحدا، فقال الابن: كان قصديهو اللّه المحيط بنا جميعا، كيف يمكن انتخاف ان يراك الإنسان، و لا تخاف ان يراكاللّه؟! اين الايمان؟!