الآية الاخيرة تشير الى مطلبين:
الاوّل: قوله تعالى: لَهُ دَعْوَةُالْحَقِّ فهو يستجيب لدعواتنا، و هو عالمبدعاء العباد و قادر على قضاء حوائجهم، ولهذا السبب يكون دعاؤنا ايّاه و طلبنا منهحقّا، و ليس باطلا.و لكن دعاء الأصنام باطل وَ الَّذِينَيَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لايَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ نعمهكذا في دعوة الباطل ليست اكثر من وهم،لانّ ما يقولونه من علم و قدرة الأصنام ماهو الّا أوهام و خيال، او ليس الحقّ هو عينالواقع و اصل الخير و البركة؟ و الباطل هوالوهم و اصل الشرّ و الفساد؟ و لتصوير هذاالموضوع يضرب لنا القرآن الكريم مثالاحيّا و رائعا يقول: إِلَّا كَباسِطِكَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُوَ ما هُوَ بِبالِغِهِ(1) فسر البعض «المحال» من «المحل، الماحل»بمعنى المكر و الجدال و التصميم علىالعقوبة، و لكن ما أشرنا اليه أعلاه هوالصحيح، و التفسيران قريبا المعنى.