يمكن ان يستفاد من الآية أعلاه انّ الخالقهو الربّ المدبّر، لانّ الخلقة امر مستمرو دائمي، و ليس من خلق الكائنات يتركهم وشأنهم، بل انّه تعالى يفيض بالوجود عليهمباستمرار و كلّ شيء يأخذ وجوده من ذاتهالمقدّسة، و على هذا فنظام الخلقة و تدبيرالعالم كلّها بيد اللّه، و لهذا السببيكون هو النافع و الضارّ.و غيره لا يملك شيء الّا منه، فهل يوجداحد غير اللّه احقّ بالعبادة؟
2- كيف يسأل و يجيب بنفسه؟
بالنظر الى الآية أعلاه يطرح هذا السؤال:كيف امر اللّه نبيّه ان يسأل المشركين: منخلق السماوات و الأرض؟ و بعدها بدون انينتظر منهم الجواب يأمر النّبي ان يجيب هوعلى السؤال ... و بدون فاصلة يوبّخ المشركينعلى عبادتهم الأصنام، اي طراز هذا فيالسؤال و الجواب؟و لكن مع الالتفات الى هذه النقطة يتّضحلنا الجواب و هو انّه في بعض الأحيان يكونالجواب للسؤال واضح جدّا و لا يحتاج الىالانتظار. فمثلا نسأل أحدا: هل الوقت الآنليل ام نهار؟ و بلا فاصلة نجيب نحن علىالسؤال فنقول:الوقت بالتأكيد ليل. و هذه كناية لطيفة،حيث انّ الموضوع واضح جدّا و لا يحتاج الىالانتظار للجواب، بالاضافة الى انّالمشركين يعتقدون بخلق اللّه للعالم و لميقولوا ابدا انّ الأصنام خالقة السّماء والأرض، بل كانوا يعتقدون بشفاعتهم وقدرتهم على نفع الإنسان و دفع الضرر عنه، ولهذا السبب كانوا يعبدوهم. و بما انّالخالقية غير منفصلة عن الرّبوبية يمكن اننخاطب المشركين بهذا الحديث و نقول: أنتمالذين تقولون بأنّ اللّه خالق، يجب انتعرفوا انّ الربوبية للّه كذلك،