2- ما هو الزّبد؟
«الزبد» بمعنى الرغوة التي تطفوا علىالسائل، و الماء الصافي اقلّ رغوة، لانّالزبد يتكوّن بسبب اختلاط الأجسامالخارجية مع الماء، و من هنا يتّضح انّالحقّ لو بقي على صفائه و نقائه لم يظهرفيه الخبث ابدا، و لكن لامتزاجه بالمحيطالخارجي الملوّث فإنّه يكتسب منه شيئا،فتختلط الحقيقة مع الخرافة، و الحقّبالباطل، و الصافي بالخابط. فيظهر الزبدالباطل الى جانب الحقّ.و هذا هو الذي يؤكّدهالامام علي عليه السّلام حيث يقول: لو انّالباطل خلص من مزاج الحقّ لم يخف علىالمرتادين، و لو انّ الحقّ خلص من لبسالباطل انقطعت عنه السن المعاندين». «1».يقول بعض المفسّرين انّ للآية أعلاه ثلاثامثلة: «نزول آيات القرآن» تشبيه بنزولقطرات المطر للخير، «قلوب الناس» شبيهةبالأرض و الوديان و بقدر وسعها يستفادمنها، «وساوس الشيطان» شبيهة بالزبدالطافي على الماء، فهذا الزبد ليس منالماء، بل نشأ من اختلاط الماء بموادالأرض الاخرى، و لهذا السبب فوساوس النفسو الشيطان ليست من التعاليم الالهية، بلمن تلوّث قلب الإنسان، و على ايّة حال فهذهالوساوس تزول عن قلوب المؤمنين و يبقىصفاء الوحي الموجب للهداية و الإرشاد.3- الاستفادة تكون بقدر الاستعداد واللياقة
! يستفاد من هذه الآية- ايضا- انّ مبداالفيض الالهي لا يقوم على البخل و الحدودالممنوعة، كما انّ السحاب يسقط امطاره فيكلّ مكان بدون قيد او(1) نهج البلاغة، الخطبة 50.