4- المثال، يزيد في درجة التصديق:
مهما تكن الكليّات العقلية منطقية،فإنّها لا تخلق حالة اليقين الكافية فيذهن الإنسان، لانّ الإنسان يبحث عن اليقينفي المحسوسات، فالمثال يجعل من المسألةالذهنيّة واقعا عينيّا، و يوضّحها فيالعالم الخارجي، و لهذا السبب فإنّ لهاثره في زيادة درجة تصديق المسائل وقبولها.5- المثال يخرس المعاندين:
كثيرا ما لا تنفع الادلّة العقليّة والمنطقيّة لاسكات الشخص المعاند حيث يبقىمصرّا على عناده و لكن عند ما نصب الحديثفي قالب المثال نوصد الطريق عليه بحيث لايبقى له مجال للتبرير و لا لاختلاقالاعذار.و لا بأس ان نطرح هنا بعض الامثلة حتّىنعرف مدى تأثيرها:نقرا في القرآن الكريم انّ اللّه سبحانه وتعالى يرد على الذين اشكلوا على ولادةالسّيد المسيح عليه السّلام كيف انّه ولدمن امّ بغير أب إِنَّ مَثَلَ عِيسىعِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُمِنْ تُرابٍ. «1»لاحظوا جيدا، فنحن مهما حاولنا ان نقولللمعاندين: انّ هذا العمل بالنسبة الىقدرة اللّه المطلقة لا شيء، فمن الممكنان يحتجّوا ايضا، و لكن عند ما نقول لهم هلتعتقدون انّ آدم خلقه اللّه من تراب؟ فإنّاللّه الذي له هذه القدرة كيف لا يستطيعإيجاد شخص بدون أب؟!(1) آل عمران، 59.