2- أبواب الجنّة
يستفاد من آيات القرآن الكريم و الأحاديثالشريفة انّ للجنّة عدّة أبواب، و لكن هذاالتعدّد للأبواب ليس لكثرة الداخلين الىالجنّة فيضيق عليهم الباب الواحد، و ليسكذلك للتفاوت الطبقي حتّى تدخل كلّ مجموعةمن باب، و لا لبعد المسافة او قربها، و لالجمال الأبواب و كثرتها، فأبواب الجنّةليست كأبواب القصور و البساتين في الدنيا،بل تعدّدت هذه الأبواب بسبب الأعمالالمختلفة للافراد. و لذا نقرا في بعضالاخبار انّ للأبواب اسماء مختلفة، فهناكباب يسمّى باب المجاهدين، و المجاهدونيدخلون بسلاحهم من ذلك الباب الى الجنّة،و الملائكة تحييهم «1»! و روي عن الامام الباقر عليه السّلام «واعلموا انّ للجنّة ثمانية أبواب، عرض كلّباب مسيرة أربعين سنة» «2».و من الظريف انّ القرآن الكريم يذكرلجهنّم سبعة أبواب لَها سَبْعَةُأَبْوابٍ «3» و طبقا للرّوايات فإنّللجنّة ثمانية أبواب، و هذه اشارة واضحةالى انّ طرق الوصول الى السعادة و جنّةالخلد اكثر من طرق الوصول الى الشقاء والجحيم. و رحمة اللّه سبقت غضبه «يا منسبقت رحمته غضبه».و من الطف ما في الأمر انّ الآيات السابقةاشارت الى ثمان صفات من صفات اوليالألباب، و كلّ واحدة منها- في الواقع- هيباب من أبواب الجنّة و طريق للوصول الىالسعادة الابدية.(1) منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة،المجلّد الثّالث، ص 995.(2) الخصال للصدوق، الباب الثاني.(3) الحجر، 44.