بحثان
1- من هو المفسد في الأرض؟
الفساد يقابله الإصلاح، و يطلق على كلّعمل تخريبي، و يقول الراغب في مفرداته:«الفساد خروج الشيء عن الاعتدال قليلاكان او كثيرا، و يضادّه الصلاح، و يستعملذلك في النفس و البدن و الأشياء الخارجة عنالاستقامة» و على ذلك فكلّ عمل فيه نقص، وكلّ افراط و تفريط في المسائل الفردية والاجتماعية هو مصداق للفساد! و في كثير منموارد القرآن الكريم ذكر الفساد في مقابلالإصلاح الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِيالْأَرْضِ وَ لا يُصْلِحُونَ «1»، و قولهتعالى: وَ اللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَمِنَ الْمُصْلِحِ، «2» و قوله تعالى: وَأَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِيلَالْمُفْسِدِينَ «3».كما ذكر الايمان و العمل الصالح في مقابلالفساد، و حيث يقول جلّ و علا أَمْنَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُواالصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِيالْأَرْضِ. «4»و من جانب آخر ذكر الفساد، مع كلمة «فيالأرض» في كثير من آيات القرآن الكريم نحوعشرين آية و نيّف، و هي توضّح الجوانبالاجتماعية للمسألة.(1) الشعراء، 152.(2) البقرة، 220.(3) الأعراف، 142.(4) سورة ص، 28.