سبحانه ... و أنتم لم تهابوه و توقّروه وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا«1».
و في الختام يقول لهم: لا تظنوا انّ اللّهغافل عنكم او انّه لا يرى اعمالكم و لايسمع كلامكم، بل إِنَّ رَبِّي بِماتَعْمَلُونَ مُحِيطٌ.
انّ المتحدّث البليغ هو من يستطيع انيعرّف موقفه من بين جميع المواقف الىالطرف المقابل و يشخصه من خلال أحاديثه.
فحيث انّ المشركين من قوم شعيب هددوه فيآخر كلامهم بالرجم، و ابرزوا قوتهم امامه،كان موقف شعيب من تهديداتهم على النحوالتالي: وَ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلىمَكانَتِكُمْ «2» إِنِّي عامِلٌ سَوْفَتَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌيُخْزِيهِ (وَ مَنْ هُوَ كاذِبٌ) وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ «3».اي انتظروا لتنتصروا عليّ بقواكم وجماعتكم و أموالكم، و انا منتظر ايضا انيصيبكم اللّه بعذابه و يهلككم جميعا.
(1) هناك في اللغة العربية أسلوب يستعملعند عدم الاعتناء بشيء ما و ذلك على نحوالكناية فيقال مثلا «جعلته تحت قدمي» اويقال مثلا «جعلته دبر اذني» او «جعلتهوراء ظهري» او «جعلته ظهريا» و «الظهر»على زنة «قهر»، و الياء بعده ياء النسبة وانّما كسرت الظاء فذلك لما يطرأ على الاسمالمنسوب من تغيرات.
(2) المكانة: مصدر او اسم مصدر و معناهالقدرة على الشيء.
(3) الرقيب: معناه الحافظ و المراقب و هومشتق في الأصل من الرقبة و انّما سمّي بذلكلانّه يكون حافظا على رقبة شخص ما «كنايةعن انّه مراقب على روحه» او يحرك الرقبةليؤدي دور الرقابة و الحفظ.