الآية [سورة الرعد (13): آية 35]
مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَالْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَاالْأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَ ظِلُّهاتِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ (35)التفسير
بالنظر الى تناوب آيات هذه السورة في بيانالتوحيد و المعاد و سائر المعارفالاسلامية الاخرى، تحدّثت هذه الآية مرّةاخرى حول المعاد و خصوصا نعم الجنّة و عذابالجحيم. يقول تعالى اوّلا: مَثَلُالْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَالْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَاالْأَنْهارُ «1».قد يكون التعبير بـ «مثل» اشارة الى هذهالنكتة، و هي انّ الجنّة و سائر النعمالاخروية غير قابلة للوصف بالنسبة الىالساكنين في هذا العالم المحدود الذي هوفي مقابل عالم بعد الموت يعتبر صغيراجدّا، و لذلك نستطيع ان نضرب لهم مثلا اوصورة عن ذلك، كما انّ الجنين في بطن امّهلو كان يعقل لا يمكن ان نصوّر له كلّ نعمالدنيا، الّا من خلال أمثال ناقصة و شاحبة!(1) هناك نقاش بين المفسّرين حول تركيب هذهالجملة فقال البعض: انّ «مثل» مبتدا و«تجري» خبرها، و قال بعض آخر:انّ «مثل» مبتدا و خبره محذوف تقديره«فيما نقص عليكم مثل الجنّة».