2- التعبير بـ «لتخرج» في الآية الاولىتشير الى نقطتين:
الاولى: بما انّ القرآن الكريم كتاب هدايةو نجاة للبشر، لكنّه بحاجة الى من يطبقه ويجريه، فيجب ان يكون هناك قائد كالرّسوللكي يستطيع ان يخرج الضالّين عن الحقيقةمن ظلمات الشقاء و هدايتهم الى نورالسعادة، و لهذا فالقرآن الكريم بعظمته لايمكن له ان يحلّ جميع المشاكل بدون وجودالقائد و المنفّذ لهذه الأحكام.الثانية: انّ صيغة الإخراج في الواقع دليلعلى التحرّك المشفوع بالتغيّر و التحوّل،و كأنّ غير المؤمنين موجودون في محيط مغلقو مظلم، و الرّسول- او القائد- يأخذبأيديهم و يدخلهم الى جوّ واسع و منير.3- الملفت للنظر انّ بداية هذه السورة شرعتبمسألة هداية الناس من الظّلمات الىالنّور، و نهايتها ختمت بمسألة إبلاغ وإنذار الناس، و هذه توضّح انّ الهدفالاصلي في كلّ الأحوال هو الناس و مصيرهم وهدايتهم، فإنزال الكتب السّماوية و بعثالأنبياء في الواقع هو للوصول الى هذاالهدف.(1) النّور، 35.