قرانا في الآية الاولى فَلْيَتَوَكَّلِالْمُؤْمِنُونَ و في الآية الثانيةفَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ وكأنّ الجملة الثانية تشير الى مرحلة أوسعو اعمّ من الجملة الاولى، يعني انّ توكّلالمؤمنون ممّا لا شكّ فيه- لانّ الايمانباللّه غير منفصل عن الايمان بقدرته وحمايته و التوكّل عليه- بل حتّى غيرالمؤمنين ملجأهم الى اللّه و لا يجدونسبيلا غيره، لانّ غيره فاقد للأشياء، وكلّ ما في الوجود ملك لذاته المقدّسة، ولذلك يجب ان يجعلوه وليّا لهم، و يطلبوامنه ان يهديهم توكّلهم هذا للايمانباللّه.
2- المعاجز بيد اللّه تعالى
أجابت الآيات أعلاه- بشكل واضح- الأشخاصالذين كانوا ينكرون اعجاز الرسل. اوينكرون معاجز رسول الإسلام غير القرآن، وتعلّمنا هذه الآيات انّ الرسل لم يقولواابدا: نحن لا نأتي بالمعاجز، بل انّالأوامر الالهيّة كانت تمنعهم من ذلك،لانّ الاعجاز بيده و في اختياره، و كلّ مايراه مصلحة يأمرنا به.
3- ما هي حقيقة و فلسفة التوكّل؟
«التوكّل» في الأصل من «الوكالة» و كماقال الراغب: التوكيل ان تعتمد على غيرك وتجعله نائبا عنك. و نحن نعلم انّ الوكيلالصالح له اربع خصال رئيسيّة:العلم الكافي، و الامانة، و القدرة، والمبالغة في رعاية مصلحة موكّله. فانتخابالوكيل المحامي يتمّ في الأعمال التي لايستطيع الإنسان نفسه ان يدافع عنها،فيستفيد من مساعدة قوّة الآخرين في حلّمشاكله.و على ذلك فالتوكّل على اللّه يتمّ فيحالة عدم استطاعة الإنسان من حلّ