الآيتان [سورة إبراهيم (14): الآيات 19 الى 20]
أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَالسَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّإِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَ يَأْتِبِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19) وَ ما ذلِكَ عَلَىاللَّهِ بِعَزِيزٍ (20)التّفسير
الخلق على أساس الحقّ
بعد ما بحثنا عن الباطل و انّه كالرمادالمتناثر إذا اشتدّت به الريح، نبحث فيهذه الآية عن الحقّ و استقراره. يقول اللّهتعالى مخاطبا النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم باعتباره الاسوة لكلّ دعاة الحقّ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَالسَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ.«الحقّ» كما يقول الراغب في مفرداته«المطابقة و التنسيق» و له استعمالاتاخرى: فتارة يستعمل الحقّ في العمل الصادروفقا للحكمة و النظام كما في قوله تعالى:هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً ... ما خَلَقَ اللَّهُذلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ. «1»و تارة يطلق على الشخص الذي قام بهذاالعمل المحكم، كما نطلقها على اللّه(1) يونس، 5.